للتسجيل اضغط
هـنـا
اضغط هنا لمشاهدة اخر المشاركات الجديدة بالمنتدى
![]() |
|
![]() |
#1 | ||||||||||
|
![]()
بقلم : محمد سعيد كعادته سار في وسط القاهرة، متمتعًا بليلها الرائع، يقترب حينًا من ميدان التحرير ثم يبتعد، تخطو أقدامه باتجاه صينية الميدان "الكعكة الحجرية" يهوله مشهد العسكر، يبتعد، ثم يقترب، قدماه ساقته إلى مقهى البورصة؛ إذ يجتمع شباب الساسة، يطمئن على الأحوال، فجأةً لم يصدق ما رآه، فالمشير يسير في شارعه.. حاول جاهدًا أن يلحق به لم يجد حراسًا، لم يجد قناصة، لم يجد شيئًا، جاهدًا واصل سعيه للحاق، أسئلة تدور بخلده، مفادها سؤال واحد يحاول استجماع تلابيبه، فوقت المشير ذي البدلة المدنية ليس متاحًا للمسايرة والحديث.. سؤاله هو: "لماذا سيادة المشير؟". ![]() لم يصل، ولم يسأل، ولم يجد شيئًا، عاد سريعًا إلى بيته يروي قصة المشير "المدني"، فإذا بفضائية الدولة تذيع انفرادها لمشهد المشير سائرًا، رأى نفسه في الإطار، هناك، يجري، يحاول الوصول، لكن لم يصل، تعليق الضيف والمحاور أذهله، ما هذا؟، ما الذي تقولانه؟ هل بدا الأمر هكذا؟ هل التملق ومحاولة التسلق على أجساد الجرحى والشهداء يصل إلى تلك الدرجة من الانحطاط؟ سكت صديقنا هنيهة، وعزم أمره، فتح حسابه على المنتدى الاجتماعي "فيس بوك" قلقًا، وقال: "تسقط مدنية البدلة". كم كان متوقعًا صديقي ما صارت إليه الأمور مؤخرًا، وربما تسبب ذلك في أزمات له، فكم كان حادًّا في تعبيره عن قلقه من تصرفات المجلس العسكري وقراراته، وكم كانت تخوفاته تسبق أفكاره، وكم من موقع ومساحات للرأي رفضوا نشر ما كانت تموج به نفسه من مخاوف. الخوف والقلق والحذر ليست صفات صحفي أو كاتب رأي، حمّله المولى عز وجل مسئولية كلمة حق، وإلا كان حكم المولى سابقًا عليه "به فابدأ"، وكم كنا في عهد المخلوع سواء عبر تحقيقاتنا أو حواراتنا، أو حتى عبر صفحات مدوناتنا، و"فيس بوك، وتويتر" ننقده، بألذع كلمات النقد، وسخرية سوداء، فضيحته هو ونظامه.. كان هدفًا إستراتيجيًّا، أما الآن فإذا بالكاتب أو الناشط، مثل صديقنا هذا يعيد كتاباته أكثر من مرة لعلها تقع بين يدي "عسكري" فيكون مصيره تحقيقًا ثم سجنًا دون نقض. صديقي لم تنقطع اتصالاته بعدما شاهد المشير سائرًا، وبعدما اضطلع على قانون مجلسي الشعب والشورى، قال لي: محمد، لم يعد الوقت متاحًا لجلد الذات، هناك مسئولية وطنية، ودماء شهداء، وآهات مصابين، ودموع أمهات وزوجات ثكالي، محمد، لم يعد الوقت يسمح بخلاف، محمد، لم يعد الوقت متاحًا لاتهامات وتخوين، الوطن أصبح على المحك.. محمد. صديقي أكمل: محمد، عُد بذاكرتك إلى الوراء قريبًا فنماذج سرقة الثورة وتراجعها كثيرة، معالمها بدت في الأفق منذ فترة، محمد.. البعض حاول إقناع نفسه أنها أحاديث شياطين، ولكن المعالم واضحة فعلاً، ليست خافيةً على الجميع، محمد.. إنها بدأت مع الإبقاء على الفريق شفيق، ووزير داخليته محمود وجدي، والإبقاء على المخلوع في شرم الشيخ، وفي الإبقاء على جهاز أمن الدولة المنحل، وبقاء مجالس محلية مزورة وفاسدة، مرورًا بإعلام مضلل، وباعتقال نشطاء، وبمحاكمات عسكرية، وانفلات أمني متعمد، ورفض العزل السياسي لرموز الوطني المنحل، وتفعيل الطوارئ التي سقطت بسقوط المخلوع، وليس بمدة حددها إعلان دستوري من العسكر، وبشهادة المشير التي تم تسريبها في قضية المخلوع المتهم فيها بقتل إخواننا الثوار، وقانون مجلسي الشعب والشورى الأخير، النتيجة واضحة يا عزيزي محمد. لم أُخفه سرًّا أني مثله أعاني، فكم كان يقلقني أيضًا الصمت الأمريكي، وزيارات الاقتصاديين الغربيين والأمريكيين، وكذلك زيارات العسكريين، الأمر بدا لي مقلقًا للغاية، الكيان الصهيوني أصبح أكثر وداعةً، تُقتحم سفارته، ويهرب رجاله ودبلوماسيوه وفي النهاية يُندد، ومعه باراك أوباما.. أرى شهداء مصريين على الحدود ولا حراك، وفلول تعود ولا صوت هنا يندد أو صوت هناك يحذر. صديقي استدرك نفسه، وقال: اخفض صوتك، ولا تنشر حديثنا، فـ"الأمر ما يسلمش، الحيطان لها ودان"، سخطي كان عارمًا عليه، قلت له: لم أرك هكذا أيام المخلوع، كم كنت جريئًا، لا تخشى في الحق لومة لائم، جوابه كان صادمًا: أخي محمد، كنا ننقد ونثور، ومسارنا السلمي ونضالنا الدستوري كان واضحًا، والتعامل الأمني لأعوان المخلوع كذلك كان واضحًا، أما الآن بات مختلفًا، فالأمر لم يعد كالسابق، فإني أشم رائحة الخمسينيات تعود من جديد. سكتنا طويلاً، استرجعت الذكريات، وكذلك صديقي، ولكنه تركني وسار باتجاه مسجده يصلي، لم يغب طويلاً عاد مهرولاً، صارخًا: الساكت عن الحق شيطان أخرس، هاتكلم.. لن يقول ربي: "به فابدءوا"... وانتهى. ![]() Hkh ,w]drd ,hglog,u ,hgladv |
||||||||||
|
|||||||||||
|
![]() |
![]() |
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|