المصريون فى الخارج بيصوتوا من أجل التصويت!

26-09-11, 09:46 PM

المصريون فى الخارج بيصوتوا من أجل التصويت!

بقلم : حازم عبد العظيم
لا أدرى هل هذه قضية ممكن أن تكون مطروحة أصلا للنقاش بعد ثورة 25 يناير؟ هل نسينا شعور إخوتنا وبنى جلدتنا فى الخارج ومساندتهم
للثورة فى مظاهرات اجتاحت العديد من المدن فى أنحاء العالم؟ هل نسينا دموعهم الحزينة على شهداء الثورة ودموعهم الفرحة لحظة سقوط المخلوع؟ ألم نتقابل فى ميدان التحرير مع بعض أشقائنا فى الخارج جاؤوا من آخر الدنيا للمشاركة فى الثورة؟ ألم تسمعوا عن كم الزهو والفخر لأول مرة منذ ثلاثين عاما، الذى يعبر عنه أشقاؤنا بالخارج بجواز سفرهم الأخضر المصرى بعد أن كانوا يخجلون من إظهاره؟ ألم تسمع منهم إذ قالوا «لأول مرة أشعر بالعزة والكرامة». ثلاثون عاما كانت مقولة مصطفى كامل الشهيرة «لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا» باهتة، فارغة من مضمونها، تعبيرية وواهية مثل سياسات النظام السابق. آمال وطموحات ومشاعر إخوتنا فى الخارج وصلت إلى عنان السماء بعد الثورة العظيمة. لقد شعروا أن مصر عادت إليهم وعادوا لها. من الذى سيهدأ له جفن ويستطيع أن يتحمل قرار إقصائهم عن المشاركة فى تحديد مصير مستقبل بلدهم الذى هو مستقبل أولادهم وأحفادهم؟
قضية حق وتمكين المصريين فى الخارج للتصويت ما زالت تتأرجح بين كواليس السلطة الحاكمة، وتتدحرج بين الحكومة والمجلس العسكرى، ولا توجد بادرة أو توجه يشعرنا بجدية ورغبة السلطة فى تحقيق هذا المطلب الذى لا يمكن التغافل عنه بعد 25 يناير. وعمليا، ولنكون أكثر دقة، هى تتأرجح بين كواليس المجلس العسكرى والمجلس العسكرى. ولماذا لا نكون أكثر تحديدا أيضا ونقول إن القرار فى يد المشير طنطاوى شخصيا رئيس المجلس العسكرى والقائد العام للقوات المسلحة.
إقصاء المصريين فى الخارج سياسيا، وعدم تمكينهم من مباشرة حقوقهم السياسية سيمثل صدمة وانتكاسة لا أشعر أن أولى الأمر فى الدولة يحسبون جيدا تبعاتها السلبية، ليس فقط سياسيا، ولكن أيضا اقتصاديا وتنمويا واجتماعيا. أبناؤنا فى الخارج يمثلون قوة مؤثرة لا يستهان بها تستطيع أن تلعب دورا فاعلا، بل ومذهلا فى بناء مصر الجديدة-مصر 25 يناير. طاقة بشرية اقتصادية وعلمية واجتماعية: عدد المصريين بالخارج 7 ملايين مواطن طبقا للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، ويصل عددهم إلى عشرة ملايين بالهجرة غير المنظمة -مصر خامس دولة مصدرة للعمالة على المستوى الدولى- تحويلات المصريين بالخارج عشرة مليارات دولار، تمثل 4.4% من إجمالى الناتج المحلى أكبر من الزراعة 4.2%، وضعف دخل قناة السويس -65% من الاستثمار الخارجى المباشر فى مصر من المصريين بالخارج- تسعمئة وخمسون ألف عالم وخبير مصرى معظمهم فى منطقة دول أوروبا الغربية وأمريكا وكندا وأستراليا من التخصصات النادرة فى مختلف أفرع العلوم المختلفة. تجمعات كثيرة من المصريين فى الخارج تبذل كل ما فى وسعها، وعلى استعداد لتسخير كل الإمكانيات الفنية والإدارية والمالية لتحقيق هذا الهدف. المشكلة فى واقع الأمر ليست فنية ولا تشريعية ولا مالية ولا لوجستية، المشكلة تتلخص فى كلمتين «الإرادة السياسية»، جملة كنا نكرهها، بل نمقتها فى نظام مبارك، ولا نريد أن نكرهها مرة أخرى بعد الثورة.
وبمتابعة ردود الأفعال الرسمية حول هذا الموضوع، يتضح مدى التخبط فى الرؤية و«الإرادة السياسية». ذكر المستشار عبد المعز إبراهيم رئيس اللجنة العليا للانتخابات، أن مسألة تصويت المصريين بالخارج تحتاج إلى قرار سياسى، وأنه أمر أعلى من اللجنة العليا للانتخابات. أكد المستشار إبراهيم أنه «لا جديد فى هذا الأمر، والذى يريد من المصريين المقيمين فى الخارج أن يدلى بصوته، فأهلا به فى بلده»، وقد استفز هذا التصريح المصريين بالخارج وبالداخل أيضا. وكان الرد كمن «فسر الماء بالماء». نحن لا نتكلم عن حق فقط، لكن نتكلم عن حق وتمكين، وفى تصريح سابق من السيد محمد عمرو وزير الخارجية، الذى قال إنه سيولى اهتماما بأصوات المصريين بالخارج فى الانتخابات المقبلة فى مصر، مشيرا إلى أن قانون مباشرة الحقوق السياسية لم يصرح بذلك الأمر، ولكن صدر مؤخرا قانون مباشرة الحقوق السياسية الجديد، ولائحته التنفيذية، الذى لم يمنع ولكنه لم «يمنح»!
وإذا كانت سبقتنا دول متقدمة كثيرة فى هذا، فهل لا نستطيع أن نحذو حذو لبنان والسودان والجزائر والمغرب والعراق وجنوب إفريقيا. ولماذا نذهب بعيدا بينما تتطلع تونس الشقيقة بعد الثورة للسماح لمواطنيها بالخارج بالتصويت؟!
كنت أتمنى أن أسمع من رئيس الوزراء تصريحا مثل «نحن نؤمن تماما بحق إخوتنا وأبنائنا المصريين فى الخارج فى مباشرة حقوقهم السياسية، وحقهم فى التصويت فى الانتخابات القادمة. وإذا كان عمليا من الصعب تنفيذ ذلك فى انتخابات الشعب والشورى القادمة، لكن سنبذل أقصى جهدنا من الآن لتمكينهم من ذلك فى انتخابات الرئاسة والاستفتاءات، وسندرس كل الحلول والبدائل للوصول إلى هذا الهدف. وسنضع خطة لتحقيقه فى خلال (شهر مثلا)، سيتم الإعلان عنها وسنوافيكم بالمستجدات أولا بأول». متى سنشعر أن الثورة ليست فى ميدان التحرير فقط! فعلا «الشعب يريد تحرير العقول».. وللحديث بقية!

أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
العرض العادي الانتقال إلى العرض المتطور الانتقال إلى العرض الشجري

يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)

التغريدات والاهداءات

المصريون فى الخارج بيصوتوا من أجل التصويت!

اخبار و منوعات جديدة